
التلاوة المرنّمة لكلمة الله
تأخذ القراءة الاحتفاليّة المنغّمة، أي “التلاوة المرنّمة” (cantillation)، للنصوص المقدّسة وللصلوات والأدعية، مكانًا محوريًّا في الأديان التوحيديّة الإبراهيميّة، إذ تتمركز في صلب العبادات اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة، بحيث يقوم بأدائها قرّاء مكرّسون. وتنتظم في مدارها العناصرُ الشعائريّة الأخرى ذات البعد النغميّ الأكثر ترجيحًا، والتي يؤدّيها منشدون ومرنّمون وأحيانًا الشعب المؤمن، في حين تقيم الأناشيد والأغاني، ذات الطابع التسبيحيّ والتهليليّ، وما يشبهها، في التخوم ما بين الدينيّ والدنيويّ. وفي ما يتخطّى الفوارق العقيديّة بين الأديان السماويّة المذكورة، كما الفوارق في الأساليب الموسيقيّة، تشكّل التلاوة المرنّمة لكلمة الله تقاطعًا أساسيًّا بين التقاليد الترنيميّة الدينيّة المتوسّطيّة المنضوية تحت لواء التعالي الإلهيّ والوحي النبويّ، أي التي تعتمد على القنوات التواصليّة التبليغيّة المتوجّهة من القطب الإلهيّ نحو القطب الإنسانيّ وجاعلةً النغم يرضخ للكلم. يطرح هذا النصّ مقاربة توليفيّة لهذه المواضيع، كما يتأمّل في آفاق التحفيز من زاوية موسيقيّة للتلاقي بين الأديان السماويّة.
